التاريخ : 2024-05-27
الحسين إربد .. بالفكر والإصرار تحقق اللقب باقتدار
لم يكن تتويج الحسين إربد بلقب دوري المحترفين لكرة القدم سهلاً، ولم تكن الطريق مفروشة بالورود، بل احتاج الأمر للكثير من التعب والمجهود.
السطر الأول من حكاية الإنجاز، بدأ بتسلم الرئيس عامر أبو عبيد دفة القيادة، فأبى إلا أن يضع بصمته، وكانت ما أجملها من بصمة.
فمنذ اللحظة الأولى، أي قبل نحو عامين، رأى الجميع كيف أن هذا الرئيس الشاب أسس مشروعاً واعداً واضحاً طموحاً، ووضع نصب عينيه تحقيق هدف استكثره الكثيرون في ذلك الحين، ألا وهو الفوز بلقب دوري المحترفين، وفي الموسم الأول كان الفريق قريباً، قبل أن يعانق المجد في المحاولة الثانية.
الحسين إربد أثبت أن الإرادة والتصميم، إذا امتزجا بالتخطيط السليم، فإن النجاح قادم لا محالة، وأن الأهداف ستتحقق دونما استحالة، لذلك فما حققه (الملكي) هذا الموسم لم يكن وليد صدفة أو ضربة حظ، بل نتاج عمل دؤوب، واستراتيجية تنم عن فكر رزين.
الجوانب الإدارية هنا ارتبطت أيضاً بإبداع تدريبي، فالمدير الفني للفريق جمال محمود، كان على حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأدى مهمته بكفاءة واقتدار، وظل يطارد الحلم بإصرار، حتى تمكن أخيراً من قيادة الفريق إلى منصة الأبطال.
قد يعتقد البعض أن الحسين إربد مكتظ بالنجوم، وأن ذلك من شأنه تسهيل مهمة المدير الفني، لكن الجواب قطعاً لا، فتدريب فريق رفع قفاز المنافسة وهو لا يمتلك ثقافة الفوز بمثل هذه البطولة الأغلى على الصعيد المحلي، يعتبر بحد ذاته تحدياً كبيراً لأي مدرب وليس سهلاً على الإطلاق.
ما نرمي إليه، أن ناديين كالفيصلي والوحدات يمتلكان (فكرياً) تلك الثقافة، ومعتادان على الوصول إلى منصات التتويج، لكن الحسين إربد ليس معتاداً ولم يسبق له أن تذوق حلاوة الأمر، لذلك يستحق المدير الفني وجهازه المعاون كل عبارات الثناء لأنهم استطاعوا تقوية الجانب الذهني لدى اللاعبين للفوز بالبطولة، وتمكنوا من مساعدتهم على تجاوز كل الضغوطات وخاصة في الأمتار الأخيرة.
إذن هو لقب مستحق للحسين إربد، فأرقامه تتحدث عن نفسها، وينبغي لكرة القدم الأردنية أن تفتخر بميلاد بطل جديد لبطولة الدوري، والأمل يحدو كل المتابعين أن يكون اللقب نقطة انطلاق نحو المزيد من الطموحات المستقبلية لـ»الأصفر»، فاتساع دائرة المنافسة محلياً يشكل مصدر سعادة للجميع، كما أنه ينعكس بالإيجاب على منتخب النشامى.
يذكر أن الحسين إربد هو تاسع بطل في تاريخ الدوري، بعد الفيصلي والوحدات والأهلي والجزيرة وشباب الأردن والرمثا وعمان والأردن.
كما أن الحسين إربد هو البطل الرابع للمسابقة في المواسم الـ4 الأخيرة، بعد الوحدات والرمثا والفيصلي على التوالي، وهو ما يحدث لأول مرة على امتداد البطولة، ويعكس بوضوح قوة المنافسة على المستوى المحلي.
على صعيد متصل، يستحق الفيصلي التحية، فقد ضرب مثلاً في الروح القتالية، ورأى الجميع كيف أنه لم يرفع الراية البيضاء رغم أن الحسين إربد كان يسبقه بعدد وافر من النقاط، بل ظل ضاغطاً عليه محققاً انتصارات عريضة مقرونة بأداء لبى طموحات أنصاره ومحبيه.
المتتبع للفيصلي، سيجد أن نقطة التحول كانت باستلام أحمد هايل مهمة المدير الفني، حيث استطاع مع زملائه بالجهاز الجديد تغيير مسار الفريق الذي عانى كثيراً في مرحلة الذهاب، وفقد نقاطاً كان من المفترض أن تكون في المتناول.
ورغم ذلك تمكن هايل ورفاقه من زرع العزيمة في نفوس اللاعبين، دونما أي استكانة أو انهزام، وحافظ الفريق على تركيزه عالياً، ليحقق فوزاً غالياً على الحسين إربد قلص به الفارق، ليشتعل التنافس في الجولة الأخيرة، لذلك عاشت الجماهير الأردنية المحايدة تشويقاً كبيراً امتد حتى صافرة النهاية.
صحيح أن الفيصلي لم يتوج، لكنه كسب تحية جمهوره على روحه التي أظهرها، والجميع استمتع بالإثارة التي تجلت بين الفريقين، والتي ستتسع حتماً في الموسم المقبل، فالوحدات لن يرضى أن يواصل الابتعاد عن منصة التتويج، والرمثا سيسعى لكتابة تاريخ جديدة بكوكبة من لاعبيه الواعدين الذين أبانوا عن قدرات كبيرة.
وداع حزين على النقيض من القمة، خسر سحاب والجليل الرهان، وحزما الحقائب باتجاه دوري الدرجة الأولى. وكان الجليل أول الهابطين ومنذ الجولة قبل الأخيرة، بعد أن احتل المركز الأخير، أما سحاب فقاتل حتى الرمق الأخير، وكاد يقلب طاولة التوقعات ويضمن الثبات بعد أن تقدم بهدف على الحسين إربد، لكنه تلقى بعد ذلك هدفين كانا بمثابة رصاصة الرحمة. وقدم سحاب والجليل بصورة عامة عروضاً متفاوتة، لم تكن كافية من أجل ضمان البقاء، فودّعا الأضواء بصورة حزينة، لكنها حتما ليست نهاية المطاف، بل ينبغي أن يكون ذلك درساً للتعلم منه مستقبلاً، خاصة وأن الفريقان يملكان المؤهلات اللازمة من أجل العودة سريعاً لدوري المحترفين.
وانجا .. المحترف الأفضل
أكد مهاجم الفيصلي، الكاميروني رونالد وانجا، أنه المحترف الأفضل في الملاعب الأردنية هذا الموسم، رغم أنه جاء في النصف الثاني من منافسات الدوري. وتمكن اللاعب من التأقلم سريعاً مع الأجواء، ومارس هوايته في هز الشباك، وتمكن سريعاً من الانقضاض على صدارة ترتيب الهدافين، برصيد 13 هدفاً، فحقق ذلك اللقب للمرة الثانية، بعد أن ناله مع السلط قبل عدة مواسم، ليثبت أنه أحد أفضل المحترفين على امتداد تاريخ الدوري.
لقطات
- حمزة الدردور هو ثاني لاعب يتوج بلقب الدوري الأردني مع 3 أندية مختلفة، مع الوحدات ثم الرمثا ثم الحسين إربد. اللاعب الأول كان علاء مطالقة الذي فاز باللقب مع الفيصلي والوحدات وشباب الأردن.
- الفيصلي الأقوى هجوماً مع ختام منافسات الدوري، وسجل 63 هدفاً، والجليل الأضعف بـ 11 هدفاً.
- الحسين إربد الأقوى دفاعاً، واهتزت شباكه 6 مرات فقط، في حين كان سحاب الأضعف دفاعاً وتلقى 42 هدفاً.
- انتصار وحيد حققه الجليل في منافسات الدوري.
- خسارة وحيدة تلقاها الحسين إربد في الدوري وكانت أمام الفيصلي، كما أن الفيصلي خسر مرة واحدة فقط وكانت أمام الوحدات.
عدد المشاهدات : [ 1607 ]